وکاله آریا للأنباء - یسلط برنامج "أوراق القوه" الضوء على التحولات الکبرى التی شهدها الاقتصاد الإیرانی خلال العقود الأخیره، والتی دفعت إیران إلى تبنی نموذج "الاقتصاد المقاوم" القائم على الاکتفاء الذاتی وتنمیه القدرات المحلیه، وذلک باستضافه الوزیر الإیرانی السابق الدکتور حجه الله عبد الملکی.
تُقاس ثروه الدول بحضور المعادن والموارد الهیدروکربونیه فی احتیاطاتها. فی إیران، تُشکّل الصناعات المعدنیه 30% من قطاع الصناعه العالمی، ولیس هذا فحسب، بل تُعدّ إیران ثانی أکبر دوله فی منظمه أوبک من حیث تکریر النفط، کما تحتل المرتبه الرابعه عالمیًا فی تنوّع المنتجات الزراعیه عالمیا .
أما الزعفران، فإن 95% من الإنتاج العالمی یوجد فی إیران. وتُصدّر المنتجات البتروکیماویه الإیرانیه إلى 3 قارات حول العالم، وتشکل السلع الصناعیه 70% من صادراتها غیر النفطیه. أما السجاد الإیرانی، فهو یُعتبر الأجمل والأجود فی العالم .
رغم الحصار القاسی، أجبرت إیران على التوجه نحو الاکتفاء الذاتی، مما ساهم فی تطور الإنتاج المحلی بشکل سریع فی السنوات الأخیره. ولا شک أن التجاره مع إیران تُعد ذات أهمیه کبیره، خاصه بالنسبه للدول المجاوره لها .
أما فیما یخص التجاره الخارجیه، یفتح برنامج "أوراق القوه" ورقه جدیده من أوراق قوه إیران، وذلک باستضافه الوزیر الإیرانی السابق الدکتور حجه الله عبد الملکی.
وقال عبد الملکی بخصوص قطاع الطاقه فی إیران: "کما تعلمون، یُعد الاقتصاد الإیرانی من الاقتصادات القویه فی العالم، ویتمتع بظروف وإمکانات کبیره، تشمل الموارد الطبیعیه، والقدرات المالیه، والتکنولوجیه، والبشریه. وهذه القدرات تشمل کافه القطاعات: الزراعه، الصناعه، الطاقه، والاقتصاد المبنی على المعرفه، والسیاحه" .
وأضاف: "لهذا السبب، یُعد الاقتصاد الإیرانی اقتصادًا قویًا، ویُوفّر فرصًا کبیره للتجاره. والیوم، تُعتبر إیران شریکًا تجاریًا مربحًا لکثیر من الدول حول العالم، حیث بلغ مؤشر الانفتاح التجاری فی الاقتصاد الإیرانی أکثر من 52% فی السنوات الماضیه" .
وأوضح عبد الملکی أنه "بعد انتصار الثوره الإسلامیه فی إیران، تغیّر النموذج الاقتصادی من نظام تابع إلى نظام مقاوم. فی السابق، کان الاقتصاد الإیرانی یعتمد بشکل کامل على السیاسات الأمریکیه، سواء فی قطاع الطاقه أو التجاره أو الزراعه . قبل الثوره، کان اقتصاد إیران یعتمد بشکل أساسی على بیع النفط الخام، وکان مرتبطًا بالدولار الأمریکی، ومعتمدًا بشکل کبیر على الواردات. فقد کانت قیمه الواردات أکثر من 11 ضعف الصادرات غیر النفطیه، کما کانت نسبه الفقر 46% بناء على تقدیرات من البنک العالمی، وکانت البلاد تفتقر إلى قوه إنتاجیه حقیقیه" .
وقال مضیفا: "أما بعد انتصار الثوره الإسلامیه، فقد تبنّت إیران نموذج الاقتصاد المقاوم، الذی یعتمد على النمو الذاتی، وتعزیز الإنتاج الوطنی، والاستفاده من القدرات المحلیه. الاقتصاد المقاوم باختصار، هو الاقتصاد الذی یصل إلى أهدافه بالرغم من کل العوائق. وهذا الاقتصاد معتمد على الشعوبیه والعداله والانفتاح التجاری. ونتیجه لهذا التحوّل، شهدنا تحسنًا کبیرًا فی المؤشرات الاقتصادیه والتجاریه فی إیران . "

وتابع: "یمکننی الإشاره إلى بعض هذه المؤشرات ... على سبیل المثال، فیما یخص تصدیر النفط الخام، قبل الثوره الإسلامیه، کانت إیران تُصدّر ما یقارب 6 ملایین برمیل یومیًا. أما الیوم، فإن هذا الرقم انخفض إلى نحو ملیون ونصف برمیل یومیًا، أی ما یعادل ربع ما کان یُصدّر سابقًا . نحن فی الاقتصاد الإیرانی لا نعتمد الیوم على تصدیر النفط الخام فقط"، لافتا إلى أنه "فیما یتعلق بالواردات الغذائیه، کنا قبل الثوره نستورد أکثر من 90% من المواد الغذائیه من الخارج. أما الیوم، فنحن نُنتج 85% منها محلیًا، ولا نستورد سوى 15% فقط، وهو تحسّن کبیر، ویُعد من إنجازات سیاسه الاکتفاء الذاتی" .
وأضاف عبد الملکی: "أشیر کذلک إلى مؤشر مهم وهو الناتج الوطنی على أساس تعادل القوه الشرائی، قبل الثوره، کان أقصى مستوى لهذا الناتج 100 ملیار دولار سنویًا، أما الیوم فقد تجاوز 1600 ملیار دولار سنویًا، أی بزیاده قدرها 16 ضعفًا" .
وأکد أنه "لا شک أن الاقتصاد الإیرانی واجه تحدیات کبیره، أبرزها العقوبات الأمیرکیه والأوروبیه المستمره منذ أکثر من 40 عامًا. ورغم ذلک، فقد استمر الاقتصاد الإیرانی فی النمو، بل وشهد تحسنًا فی العدید من المؤشرات الاقتصادیه والتجاریه . مؤشر الانفتاح التجاری، على سبیل المثال، بلغ أکثر من 52% رغم العقوبات. والیوم، تُواصل إیران تجارتها الخارجیه مع دول کثیره حول العالم. صحیح أن هناک صعوبات، لکننا لا نعتبر العقوبات عائقًا أساسیًا فی طریق الاستثمار والتجاره لا یمکن تجاوزه. ففی العام الماضی، بلغ حجم التجاره الخارجیه لإیران نحو 120 ملیار دولار"، وهو رقم کبیر یُظهر متانه الاقتصاد الإیرانی.
وقال عبد الملکی: "أحد أهم مرتکزات "الاقتصاد المقاوم" هو تعزیز العلاقات الاقتصادیه مع دول الجوار"، مضیفا: "بلغ حجم التبادل التجاری بین إیران والدول المجاوره أکثر من 70 ملیار دولار فی العام الماضی. هناک فرص اقتصادیه ضخمه لتعزیز التعاون بین إیران ودول الجوار، ونحن نعمل على بناء سلاسل القیمه بین إیران وجیرانها".
وتابع: "کما تعرفون، إیران عضو فی منظمات مثل منظمه شنغهای للتعاون، ومنظمه بریکس، والاتحاد الأوراسی، وهذه المنظمات تخلق فرصًا کبیره للتجاره ولتعزیز الروابط الاقتصادیه بین إیران والدول المختلفه . فی کل من هذه المنظمات توجد فرص کبیره نظرًا لحجمها الکبیر، فمثلاً منظمه بریکس تضم أکثر من 30% من الانتاج العالمی، کما أنها تعمل على مشروع مهم جدًا وهو إنشاء عمله خاصه ببریکس مقابِل الدولار، وهو مشروع ذو أهمیه کبیره . ".
وأضاف عبد الملکی: "أما منظمه شنغهای للتعاون فتضم أکثر من 43% من سکان العالم، وأکثر من 25% من الإنتاج العالمی، وأکثر من 20% من التجاره العالمیه، ما یجعل توسیع العلاقات مع هذه المنظمات أمرًا مهمًا جدًا سینعکس إیجابیًا على الاقتصاد الإیرانی . وقد رحبت معظم الدول الأعضاء فی هذه المنظمات بانضمام إیران إلیها، مما یفتح فرصًا کبیره لتوسیع العلاقات الاقتصادیه والإنتاج الوطنی والصادرات" .
وأوضح: "لماذا نقول إن هذه فرصه لزیاده الصادرات الإیرانیه؟ لأن تکلفه الإنتاج فی الاقتصاد الإیرانی منخفضه جدًا، بسبب توفر مصادر الطاقه بأسعار منخفضه، وانخفاض مستوى الأجور، وتکلفه التکنولوجیا والنقل المنخفضه أیضًا . بالتالی، تکلفه الإنتاج الإجمالیه فی إیران أقل بکثیر مقارنه بمعظم دول العالم، ما یجعل إیران جنه للاستثمار . "
المزید من التفاصیل فی سیاق الفیدیو المرفق..