
وکاله آریا للأنباء - توصل علماء المناخ إلى أن مستوى سطح البحر سیرتفع بمقدار 1- 1.4 متر فی القرون القلیله القادمه حتى فی حاله توقف انبعاث ثانی أکسید الکربون تماما.
ویشیر المکتب الإعلامی لجامعه دورهام البریطانیه إلى أن السبب فی ذلک یعود إلى العواقب غیر القابله للإصلاح لذوبان الجلید قباله السواحل وفی القاره القطبیه الجنوبیه وغرینلاند.

ذوبان الجلید الأزلی خلال أعوام 2000-2020 أدى إلى ارتفاع مستوى سطح البحر 2.2 مم
ووفقا للبروفیسور روبرت دیکونتو من جامعه ماساتشوستس، حتى لو عادت الأرض إلى درجات حراره ما قبل الثوره الصناعیه، فإن استعاده الجلید القطبی ستستغرق مئات أو حتى آلاف السنین. وإذا کان الانخفاض فی المساحه کبیرا جدا، فلن یحدث هذا إلا ببدء عصر جلیدی جدید. أی أن الأرض ستفقد العدید من المناطق الساحلیه لفتره طویله نتیجه ارتفاع منسوب میاه البحر،. بحسب المکتب الإعلامی لجامعه دورهام.
وقد توصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج من خلال الجمع بین نتائج العدید من الدراسات الحدیثه التی درس فیها علماء المناخ الرائدون فی العالم بالتفصیل کیفیه تغیر التوازن الکتلی للصفائح الجلیدیه فی القاره القطبیه الجنوبیه وغرینلاند فی العصر الحالی. کما درس العلماء کیف تغیرت کتله هذه الکتل الجلیدیه ومستوى سطح البحر أثناء "ذوبان جلید" العصر الجلیدی، على نحو مماثل لحجم ظاهره الاحتباس الحراری العالمی.
وأظهر توحید نتائج هذه القیاسات والحسابات أن التنفیذ الکامل لاتفاقیه باریس للمناخ والحفاظ على ارتفاع درجه حراره الأرض عند 1.5 درجه مئویه لن یکون کافیا لتحقیق استقرار الجلید الأزلی. وعلاوه على ذلک، وجد العلماء أن وقف جمیع دول العالم انبعاثات ثانی أکسید الکربون فورا، لن یؤدی إلى استقرار الجلید الأزلی، ما یتسبب فی ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 1-1.4 متر خلال القرون القلیله المقبله.
ووفقا لحسابات العلماء، لإبطاء هذه العملیه وإیقافها بشکل کبیر، من الضروری إیقاف ظاهره الاحتباس الحراری، وخفض متوسط درجه الحراره على الأرض إلى مستوى یتجاوز قیم ما قبل الصناعه بما لا یزید على درجه مئویه واحده. مع العلم أن هذه القیمه حالیا تبلغ 1.2 درجه مئویه، ما یشیر إلى ضروره إیجاد تدابیر تهدف إلى خفض درجه الحراره على الأرض بشکل کبیر.
ویقول البروفیسور کریس ستوکس من جامعه دورهام: "إن الحد من الاحتباس الحراری العالمی إلى 1.5 درجه مئویه سیکون إنجازا کبیرا للبشریه، ولکن یجب أن ندرک أنه حتى لو تحقق هذا الهدف من اتفاقیه باریس، فإن مستوى سطح البحر سیرتفع بمعدل غیر مسبوق، قد یصل إلى حوالی سنتیمتر واحد سنویا. ومن الصعب جدا التکیف مع هذا".
المصدر: تاس