
وکاله آریا للأنباء - منسّق الشؤون الإنسانیه فی الأمم المتحده یدعو مجلس الأمن الدولی إلى اتخاذ إجراءات "لمنع وقوع إباده فی غزه".
دعا منسّق الشؤون الإنسانیه فی الأمم المتحده، توم فلیتشر، أمس الثلاثاء، مجلس الأمن الدولی إلى اتّخاذ إجراءات "لمنع وقوع إباده فی غزه"، بعدما أعلنت "إسرائیل" أنّ "جیشها سیستأنف بکل قوته عملیاته فی قطاع غزه".
وحضّ فلیتشر "إسرائیل" على "رفع الحظر الذی تفرضه على دخول المساعدات إلى غزه"، حیث أسفرت عملیاتها عن مقتل عشرات الآلاف ودمّرت غالبیه أراضی القطاع.
وخلال إحاطه لمجلس الأمن، تساءل فلیتشر "من أجل القتلى ومن أُسکتت أصواتهم: ما الذی تحتاجونه من أدلّه إضافیه؟ هل ستتحرکون الآن بحزم لمنع الإباده الجماعیه، وضمان احترام القانون الدولی الإنسانی؟"، وذلک فق ما نقل عنه الموقع الإلکترونی للأمم المتحده.
وقال فلیتشر "إنّ إسرائیل تفرض عمداً وبوقاحه ظروفاً غیر إنسانیه على المدنیین فی القطاع الفلسطینی المحاصر".
وأشار إلى أنّ "هناک إمدادات منقذه للحیاه وفّرتها وکالات تابعه للأمم المتحده جاهزه للتسلیم عند الحدود، لکن إسرائیل تمنع إدخالها".
فلیتشر: "إسرائیل" تجعل من التجویع ورقه مساومه
وانتقد فلیتشر الشروط التی تفرضها "إسرائیل" للسماح بتسلیم المساعدات باعتبارها "عرضاً جانبیاً ساخراً"، مؤکّداً أنّ الخطه الإسرائیلیه "تجعل من التجویع ورقه مساومه".
وشدد مضیفاً: "هذا تشتیت متعمّد.. إنّه غطاء لمزید من العنف والنزوح".
وفیما لفت فلیتشر إلى أنّ "محکمه العدل الدولیه تدرس ما إذا کانت هناک إباده جماعیه تحدث فی غزه، وستُقیّم الشهاده التی تقدّمها الوکالات الإنسانیه"، إلا أنه أکّد أنّ "الأوان قد فات".
وتابع منسق الأمم المتحده "أطلعت المجلس على ما شهدته من وفیات وإصابات ودمار وجوع ومرض وتعذیب وغیره من ضروب المعامله القاسیه أو اللاإنسانیه أو المهینه، والتهجیر المتکرر على نطاق واسع"، بالإضافه إلى "العرقله المتعمّده لعملیات الإغاثه والتدمیر المنهجی لحیاه الفلسطینیین، وما یدعمها، فی غزه".
کما دعا فلیتشر حرکه حماس وسائر الفصائل الفلسطینیه إلى "إطلاق سراح جمیع الرهائن فوراً ومن دون شروط"، و"الکفّ عن تعریض المدنیین للخطر أثناء العملیات العسکریه".
دول أوروبیه قلقه من عدم احترام "إسرائیل" المبادىء الإنسانیه للأمم المتحده
من جهتها، أصدرت الدول الأوروبیه الخمس الأعضاء فی مجلس الأمن (فرنسا والمملکه المتحده وسلوفینیا والیونان والدنمارک) بیاناً مشترکاً جاء فیه: "نحن قلقون للغایه بشأن المقترحات الرامیه إلى إنشاء آلیه جدیده لتسلیم المساعدات لا تحترم المبادئ الإنسانیه وفقاً للأمم المتحده".
وشدّد البیان الخماسی على أنّه "لا ینبغی أبداً استخدام المساعدات الإنسانیه کأداه سیاسیه أو تکتیک عسکری".
وفی المقابل، سارع السفیر الإسرائیلی لدى الأمم المتحده، دانی دانون، إلى نفی هذه الاتهامات، مؤکّداً أنّها اتهامات "لا أساس لها من الصحه ومشینه بحق بلده".
رفع الحصار عن غزه بات أکثر إلحاحاً الآن
وقبل أیام، شدد المتحدث باسم الأمین العام للأمم المتحده، ستیفان دوجاریک، على أنّ " رفع الحصار عن غزه ضروره ملحّه " و" یجب أن تصل المساعدات إلى الجمیع أینما کانوا وحسب احتیاجاتهم".
کذلک شدد دوجاریک على أنّ "مکتب تنسیق الشؤون الإنسانیه یقول إن رفع حصار غزه بات أکثر إلحاحاً الآن"، مشیراً إلى أنّ "الأزمه الإنسانیه تفاقمت بعد نحو 10 أسابیع من انقطاع المساعدات عن غزه".
وکان خبراء فی حقوق الإنسان بالأمم المتحده، قد حذّروا من أنّ الفظائع المتصاعده فی قطاع غزه "تضع المجتمع الدولی أمام مفترق طرق أخلاقی"، مشدّدین على أنّ "العالم یواجه خیاراً واضحاً، إمّا التحرّک لوقف المجازر، أو مشاهده الشعب الفلسطینی یُباد أمام أنظار العالم.. و غزه باتت منطقه رعب وبیئه منهاره ".
هذا و یواصل الاحتلال الإباده فی قطاع غزه بعد أکثر من عام ونصف العام على العدوان، حیث رکّز الاحتلال فجر الیوم الأربعاء، قصفه على مناطق شمالی قطاع غزه، مُمعناً فی قتل المدنیین وفی حرب الإباده الجماعیه.
وأمس الثلاثاء، ارتکب الاحتلال مجزره مروّعه بعد شنّ سلسله غارات استهدفت مستشفى غزه الأوروبی ومحیطه جنوب شرق مدینه خان یونس، جنوبی قطاع غزه.