وکاله آریا للأنباء - المقاومه تشدد على أن سلاحها لیس مطروحا للتفاوض (الفرنسیه)
استؤنفت مفاوضات وقف إطلاق النار، من خلال جوله التفاوض الأخیره فی العاصمه المصریه القاهره، التی اختتمت أول أمس الاثنین بعوده وفد حرکه حماس إلى الدوحه للتشاور.
ونرصد فی هذا التقریر المواقف التفاوضیه للأطراف الأساسیه وفقا لسلوکها السیاسی وخطابها الإعلامی، وما نشرته وسائل الإعلام من المواقف التفاوضیه فی الجوله الأخیره فی القاهره، و الجوله السابقه أواخر مارس/آذار الماضی:

أولویتها هی وقف الحرب، ومنع حصول الاحتلال على مکاسب کبرى، على صعید الأرض أو السکان والمستقبل السیاسی للقطاع.
وتربط الحرکه موقفها من أی اتفاق بوقف نهائی للحرب على غزه، وتضع الإعلان عن وقف إطلاق النار الدائم کأول بنود مفاوضات المرحله الثانیه.
کما ترید حماس اتفاقا فلسطینیا حول مستقبل القطاع، بما یتضمن حکومه وحده أو لجنه إداره توافقیه بمسمى "لجنه الإسناد المجتمعی" التی تطرحها مصر، وذلک ضمن رؤیه سیاسیه تقبل مرحلیا بدوله فلسطینیه فی حدود الـ67 من دون الاعتراف بشرعیه الاحتلال، وتتمسک بالحفاظ على سلاح المقاومه.
ووافقت الحرکه على مقترح الوسطاء الذی قُدم إلیها بتاریخ 27 مارس/آذار الماضی بأن تکون مده الهدنه المؤقته 50 یوما إلى حین التوصل إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار.
وتشدد على فتح جمیع المعابر وإدخال المساعدات الإنسانیه کافه، وفق البروتوکول الإنسانی الذی تم الاتفاق علیه فی ینایر/کانون الثانی الماضی، والسماح بدخول الکرفانات والمعدات الثقیله ومواد البناء لترمیم المستشفیات.
کما تطالب بإعاده فتح طریق مفترق نتساریم لدخول السیارات من الجنوب إلى الشمال وبالعکس مع بدایه المرحله الثانیه من التفاوض، وبأن تفضی المفاوضات إلى الانسحاب الکلی للقوات الإسرائیلیه من قطاع غزه.
وکانت حماس قد وافقت على مقترح الوسطاء بتسلیم الأسیر الأمیرکی الإسرائیلی، ألکسندر عیدان، مع بدایه اتفاق یعزز فرص التوصل إلى إنهاء الحرب، وذلک قبل إعلان کتائب القسام فقدان الاتصال بآسریه مساء أمس الثلاثاء.
وکانت موافقه الحرکه على إطلاق عیدان ضمن نبضه تشمل الإفراج عن 5 أسرى، ثم نقلت القناه العبریه الـ12 عن عائله أحد الأسرى الإسرائیلیین أن رئیس الوزراء الإسرائیلی بنیامین نتنیاهو أبلغهم أن التفاوض فی القاهره یدور حول 10 أسرى.
وکان عرض الوسطاء الإفراج عن 4 إسرائیلیین -سوى عیدان- مقابل 150 أسیرا فلسطینیا محکوم بالسجن المؤبد و100 من ذوی الأحکام العالیه، على أن تسمی حرکه حماس 50% منهم دون اعتراض من الجانب الإسرائیلی، إضافه إلى إطلاق سراح ألفین من الذین أُسروا بعد السابع من أکتوبر/تشرین الأول من قطاع غزه.
واشتُرط أن یکون تبادل الأسرى بالتزامن، وأن یتم توزیع الإفراج عن الأسرى على مدار المرحله الثانیه من التفاوض، بمعدل أسیر کل 10 أیام.
وعلى أساس هذا الموقف السیاسی والتفاوضی یرکز الخطاب الإعلامی لحرکه حماس على أولویه وقف الحرب، وعدم هیمنه الاحتلال على القطاع بعد انتهائها، وضروره رفع الحصار، وعدم المساس بسلاح المقاومه.

أولویه الاحتلال الإسرائیلی ترتکز على تقویض المقاومه فی القطاع وفرض حقائق جغرافیه ودیمغرافیه جدید (الفرنسیه) الاحتلال الإسرائیلی
ترتکز أولویه الاحتلال الإسرائیلی على تقویض المقاومه فی القطاع، وفرض حقائق جغرافیه ودیمغرافیه جدیده، بالسیطره على أجزاء من القطاع على الأقل، والحفاظ على حریه العمل العسکری فیه، مع السعی لتهجیر السکان، وإن لم یمکن فتنصیب إداره تابعه له أو منصاعه لتوجهاته، سواء کانت فلسطینیه أو عربیه أو دولیه.
ویماطل الاحتلال عند التفاوض على وقف الحرب، ویطرح صیغا تبقی الباب مفتوحا لاستئنافها، من قبیل الإصرار على دمج مواضیع نزع السلاح وإداره غزه فی بنود المرحله الثانیه من التفاوض.
ولا تقدم إسرائیل خیارا محددا على طاوله التفاوض بشأن مستقبل القطاع، ولکنها تشترط نزع السلاح والتوافق معها بشأنه، ضمن رؤیه سیاسیه لا تقبل بقیام دوله فلسطینیه ولا بوجود کیان سیاسی موحد فی الضفه وغزه. وتراهن على تنفیذ خطه ترامب بالتهجیر.
وتسعى إسرائیل إلى تقصیر مده وقف إطلاق النار المؤقت إلى 45 یوما، وتربط إمکانیه تمدیده بإطلاق مزید من الأسرى الإسرائیلیین، وبموافقه الطرفین، وتشترط ترتیبات لوصول الإغاثه إلى المدنیین فقط.
کما تُخضع حدود الانسحاب النهائی إلى نتیجه التفاوض، وإلى اعتباراتها الأمنیه والعسکریه، وتطرح انسحابا تدریجیا إلى الحدود المعتمده فی الهدنه السابقه على مدار فتره المرحله الثانیه من التفاوض.
وفی ملف تبادل الأسرى، تطالب بتسلیم الأسیر ألکسندر عیدان مع بدایه الاتفاق ، وأن یکون کبادره للولایات المتحده -أی من دون مقابل من الأسرى الفلسطینیین- وبأن تفرج المقاومه عما مجموعه 10 أسرى فی بدایات التفاوض، مع تبادل المعلومات من الطرفین بخصوص حاله بقیه أسرى الاحتلال، وأسماء أسرى القطاع بعد السابع من أکتوبر/تشرین الأول. وأن یکون التبادل بالتزامن من دون احتفالات ولا مراسم علنیه.
وفی إطار هذا الموقف التفاوضی، تعتمد خطابا إعلامیا یسلط الضوء على موضوع الأسرى کمبرر لاستمرار الحرب، مع إصدار تسریبات متکرره توحی باقتراب التوصل إلى اتفاق، وتربط تعثر المفاوضات بموضوع الأسرى، فی سیاق الضغط على حماس وسکان القطاع.

ترتکز أولویه إداره الرئیس الأمیرکی دونالد ترامب على تسریع إنهاء الحرب بما ینسجم مع الإستراتیجیه الأمیرکیه الأوسع ، التی تسعى إلى تحجیم الدور والنفوذ الإیرانی فی المنطقه وتقویض المقاومه الفلسطینیه وتوثیق العلاقه مع دول الخلیج.
ویرتبط ذلک بتحقیق مکاسب اقتصادیه وسیاسیه للولایات المتحده، مع اندماج هذا المسعى مع أولویه مواجهه الصعود الصینی، باعتبار إیران حلیفا ووکیلا لکل من الصین وروسیا فی المنطقه.
وحسب تصریحات صحفیه لمصادر أمیرکیه، فإن الرئیس ترامب یرغب فی توقف الحرب قبل زیارته إلى السعودیه، وإن کان ذلک لا یعنی بالضروره معارضته لأن یستأنف الاحتلال الحرب بعد الزیاره، خصوصا إذا کانت لم تحقق الزیاره ما تصبو إلیه الإداره الأمیرکیه من نتائج الحرب، وعلى رأسها تقویض المقاومه وتهیئه البیئه لتهجیر السکان.
وبشأن مستقبل القطاع، رفضت إداره ترامب بحسب المتحدث باسم مجلس الأمن القومی برایان هیوز فکره لجنه المسانده ومشروع إعاده الإعمار العربی.
ویأتی الموقف الأمیرکی ضمن رؤیه سیاسیه لا تدعم حل الدولتین، بل تضغط للتهجیر فی غزه وتغض الطرف عنه فی الضفه، کما تدعم الموقف الإسرائیلی بشأن نزع سلاح القطاع.
أما فی ملف الأسرى، فتصر واشنطن على الإفراج عن الجندی عیدان بأسرع وقت، وکذلک جثث القتلى ممن یحملون الجنسیه الأمیرکیه، ویشکل هذا الأمر ذریعه أساسیه لانخراط إداره ترامب بالتفاوض بقوه.
وضمن هذا الموقف السیاسی تعتمد خطابا یبرز قضیه الأسرى، ویحمل الفلسطینیین المسؤولیه عن التصعید، ویعبر عن الالتزام بحمایه إسرائیل.
مصر
تتمثل أولویه مصر فی ترتیب الأوضاع فی قطاع غزه، بما یمنع التهجیر إلى أراضیها، وبما یحافظ على رهانها السیاسی فی مربع السلام وطرح حل الدولتین کإطار یوفر أساسا نظریا للاصطفاف السیاسی المترتب على اتفاقیه کامب دیفید. وفی هذا السیاق، ترغب فی وقف الحرب، لما لها من تداعیات سلبیه على أمنها وسیاستها.
وبشأن مستقبل القطاع طرحت فکره تشکیل إداره محلیه مؤقته وغیر فصائلیه بمسمى "لجنه المسانده المجتمعیه" التی وافقت علیها حماس -وإن کانت أغلبیه أعضائها من المحسوبین على حرکه فتح- مع العمل على تمکین السلطه الفلسطینیه فی قطاع غزه بعد "إصلاحها".
وفی ما یتعلق بسلاح المقاومه أشارت فی المبادره العربیه إلى أنه مرتبط بقیام الدوله الفلسطینیه، ولکنها نقلت إلى حرکه حماس مقترحا إسرائیلیا یطالب بنزع سلاح المقاومه.
وفی ملف الإغاثه، تدعم استئنافها، إذ یشکل معبر رفح رکیزه لتأثیرها فی الملف الفلسطینی.
کما تدعم انسحاب إسرائیل من القطاع، وخصوصا من محور فیلادلفیا، لما یشکله الوجود الإسرائیلی العسکری على حدودها من انتهاک لاتفاقیه کامب دیفید وتهدید لأمنها، خصوصا بعد بروز النزعه التوسعیه والعدوانیه للاحتلال بعد السابع من أکتوبر/تشرین الأول.
وفی ملف الأسرى، تحرص على لعب دور فی تسلیمهم بالتزامن، کما فی ورقه الوسطاء التی قدمتها یوم 27 مارس/آذار الماضی، بما یعزز مکانتها السیاسیه ودورها الإقلیمی.
وتقدم القاهره حلولا وسطا بشأن أعداد الأسرى، ویظهر من خلال المواقف ضعف القاهره کوسیط فی الضغط الفعال على الاحتلال عند عدم التزامه بالاتفاقات أو رفضه للحلول الوسط.

أولویتها إیجاد موطئ قدم فی الترتیبات الجدیده للقطاع، وتثبیت حضورها ضمن المستقبل الفلسطینی، وذلک بمحاوله التعدیل فی موقف إداره ترامب والحکومه الإسرائیلیه، بمساعده أطراف کمصر والسعودیه وفرنسا، مع تقدیم الاستحقاقات اللازمه لذلک، على صعید ملاحقه المقاومه، والضغط علیها سعیا إلى انکسارها فی المعرکه الجاریه.
وفی هذا السیاق، ترغب فی وقف الحرب ضمن ترتیبات تضمن دورها فی القطاع ومستقبلها السیاسی.
أما الأفق السیاسی لها، فیتمثل فی السعی إلى إبقاء صفه سیاسیه وطنیه لاستمرارها، من خلال تمدید دورها الأمنی لیصل إلى غزه، خصوصا فی ظل تآکل دورها وحضورها وشعبیتها فی الضفه المرشحه للتهجیر.
وعلى هذا الأساس یتم التجهیز لترتیبات جدیده للمجلس المرکزی الفلسطینی التابع لمنظمه التحریر بما یشمل تعیین نائب لرئیس السلطه محمود عباس.
وانطلاقا من هذا الاصطفاف تطالب حماس بتسلیم الأسرى، وتتهمها بتوفیر الذرائع للعدوان الإسرائیلی کما فی تصریحات الرئیس عباس.
قطر
تعمل الدوحه -بوصفها وسیطا عربیا فی المفاوضات- على بذل کل الجهود من أجل إنهاء الحرب، باعتبارها تهدیدا سیاسیا وأمنیا على المستوى الفلسطینی والإقلیمی. وترى فی نجاح وساطتها دعامه لدورها ومکانتها الدولیه.
وتدعم توافقا فلسطینیا بشأن إداره قطاع غزه ما بعد الحرب، وتوفر للمقاومه منصه للتفاوض، وفی أکثر من موقف أکد رئیس الوزراء وزیر الخارجیه القطری الشیخ محمد بن عبد الرحمن آل ثانی ، على أن حل هذه الأزمه یکون بإنهاء الاحتلال وإقامه الدوله الفلسطینیه.
کما تشدد قطر على موقفها "الحازم والواضح ضد تهجیر الفلسطینیین"، وعلى أهمیه تضافر الجهود لتکثیف دخول المساعدات الإنسانیه إلى غزه.
وتُساهم قطر فی جهودها ضمن اللجنه الوزاریه المنبثقه عن القمه العربیه والإسلامیه الاستثنائیه المشترکه، والمُکلّفه بمتابعه التطورات فی قطاع غزه، وتدعو إلى العوده الفوریه إلى التنفیذ الکامل لاتفاق وقف إطلاق النار الذی دخل حیز التنفیذ فی 19 ینایر/ کانون الثانی الماضی.
وأکدت مرارا على أهمیه الانتقال إلى المرحله الثانیه من الاتفاق بما یضمن إطلاق سراح جمیع الرهائن والمحتجزین، وإنهاء الأعمال العدائیه بشکل دائم، والانسحاب الکامل للقوات الإسرائیلیه من قطاع غزه.
تدافع الأطراف
وختاما، فإن مسار المفاوضات سیعتمد على محصله تدافع هذه الأطراف سیاسیا ومیدانیا، ولا ینفک عن مسار التفاوض أو الصدام بین الولایات المتحده وإیران، وهو ما سیتضح فی الفتره المقبله.
ولا یمکن فصل مسار المفاوضات عن الدینامیکیات الکبرى التی تُعید تشکیل الإقلیم. وبینما تشتبک المصالح السیاسیه والأمنیه لکل طرف، تبقى المأساه الإنسانیه فی غزه العنصر الأکثر إلحاحا من أجل إنجاز اتفاق.
وفی ظل هذا التداخل المعقد، فإن مآلات جولات التفاوض ستعتمد على حجم الضغط الدولی، ودرجه صمود المقاومه، ومدى استعداد الأطراف للقبول بحلول جزئیه ولو مرحلیه، لحین بروز تسویات أوسع فی المشهد الإقلیمی والدولی.
المصدر : الجزیره
aj-logo
aj-logo
aj-logo
من نحن اعرض المزید من نحن الأحکام والشروط سیاسه الخصوصیه سیاسه ملفات تعریف الارتباط تفضیلات ملفات تعریف الارتباط خریطه الموقع
تواصل معنا اعرض المزید تواصل معنا احصل على المساعده أعلن معنا ابق على اتصال النشرات البریدیه رابط بدیل ترددات البث بیانات صحفیه
شبکتنا اعرض المزید مرکز الجزیره للدراسات معهد الجزیره للإعلام تعلم العربیه مرکز الجزیره للحریات العامه وحقوق الإنسان
قنواتنا اعرض المزید الجزیره الإخباریه الجزیره الإنجلیزی الجزیره مباشر الجزیره الوثائقیه الجزیره البلقان عربی AJ+
تابع الجزیره نت على:
facebook twitter youtube instagram-colored-outline rss whatsapp telegram tiktok-colored-outline

جمیع الحقوق محفوظه © 2025 شبکه الجزیره الاعلامیه