وکاله آریا للأنباء - أکدت وزاره الخارجیه الروسیه أن موسکو تدعم الجزائر فی جهودها الرامیه إلى جعل فرنسا تعترف بمسؤولیتها عن جرائم الفتره الاستعماریه والحصول على تعویض عادل عن العواقب الناجمه عن ذلک.
وتطرقت المتحدثه باسم الخارجیه الروسیه ماریا زاخاروفا، بشکل موسع ومطول لقضیه "الاستعمار الفرنسی للجزائر، ومقترح مشروع قانون تجریم الاستعمار الفرنسی".

الأحزاب الجزائریه تدعم مبادره البرلمان بمقترح تجریم الاستعمار
وقالت ماریا زاخاروفا: "لقد سبق وأن أثرنا خلال جلساتنا الإعلامیه مسأله جرائم الاستعمار الفرنسی فی مناطق مختلفه من العالم أکثر من مره، وقد خصص موقع وزاره الخارجیه الروسیه قسما کاملا لموضوع المسؤولیه القانونیه التاریخیه والدولیه لفرنسا عن جرائم الحقبه الاستعماریه وما بعدها".
وأضافت: "خلال الفتره الاستعماریه، حولت باریس قاره بأکملها إلى قاعده موارد لها، وکانت السیاسه الاستعماریه الفرنسیه تعتمد على أفکار التفوق العنصری والثقافی، اعتبر الفرنسیون أنفسهم حاملین معانی أعلى، ولإجبار الجزائریین على الطاعه، لجأت الإداره الاستعماریه إلى عملیات الخطف والإعدام خارج نطاق القضاء والقتل والتعذیب والعنف الجنسی".
وأوضحت المتحدثه باسم الخارجیه الروسیه أن "النتیجه المؤسفه للسیاسه الاستعماریه الفرنسیه هی فقدان ملایین الأرواح، وعدم الاستقرار السیاسی، والتخلف الاقتصادی، والأضرار البیئیه فی البلدان التی نفذت فیها تجاربها الاستعماریه، ولا تزال الجرائم الوحشیه التی ارتکبت فی الماضی الاستعماری تسبب الألم للعدید من شعوب العالم".
وقدمت المتحدثه باسم الخارجیه الروسیه مثالا عن "جرائم فرنسا"، قائله: "من الأمثله الواضحه على ذلک جرائم فرنسا خلال الفتره الاستعماریه فی الجزائر.. إن الدوله الواقعه فی شمال إفریقیا، والتی کانت مجتمعا مستنیرا قبل وصول المستعمرین الفرنسیین، لم تستعد استقلالها فی عام 1962 إلا بعد حرب متوتره استمرت ثمانی سنوات وانتهت باتفاقیات إیفیان التی منحت الجزائر حریتها بعد 132 عاما من الاحتلال".
وأکدت زاخاروفا أن "الجزائر بذلت جهودا متواصله لکشف حقائق النضال ضد الاستعمار، کما تشکل المعلومات المتعلقه بالفظائع التی ارتکبها الفرنسیون خلال حکمهم الاستعماری فی الجزائر، جزءا من الذاکره التاریخیه".
کما أضافت: "على الرغم من العدد الهائل من الجزائریین الذین قتلوا وعذبوا، ظلت الحکومه الفرنسیه حتى وقت قریب متردده فی الاعتراف بحجم الجرائم والفظائع التی ارتکبت خلال الحکم الاستعماری، وتشمل هذه الانتهاکات استخدام الأسلحه الکیمیائیه والتعذیب، فضلا عن تجارب الأسلحه النوویه".
وتطرقت المتحدثه باسم الخارجیه الروسیه لقانون "تجریم الاستعمار الفرنسی"، مؤکده أن "السلوک الفظّ والمعلن لباریس الرسمیه، التی رفضت الاعتراف بالمسؤولیه عن الجرائم المرتکبه، أجبر السلطات الجزائریه على البدء فی صیاغه مشروع قانون تجریم الاستعمار ، وأعلن عن ذلک فی البرلمان الجزائری شهر مارس، ومن المنتظر أن یعزز هذا القرار الاعتراف بجرائم فرنسا خلال الفتره الاستعماریه، وفی حال إقراره، فإن البلاد ستطالب رسمیا من باریس بتعویضات عن الأضرار التی سببتها، کما أن الأوساط الحاکمه فی الجزائر مقتنعه بأن الفظائع التی ارتکبت یجب أن تُقارن بالجرائم ضد الإنسانیه، ومرتکبیها مع جلادی النازیه".
واختتمت المتحدثه باسم الخارجیه الروسیه بالقول: "نحن مقتنعون بأن فرنسا لم تعد قادره على قمع استقلال وسیاده الشعوب". کما أکدت "دعم روسیا للجزائر فی جهودها الرامیه إلى جعل فرنسا تعترف بمسؤولیتها عن جرائم الفتره الاستعماریه، والحصول على تعویض عادل عن العواقب الوخیمه الماضیه والحالیه الناجمه عن الاستعمار".
المصدر: RT