وکاله آریا للأنباء - تناولت العدید من التقاریر الإعلامیه العراقیه تصریحات لمسؤولین فی حکومه السودانی، تشیر إلى حوارات متقدمه بین الحکومه والفصائل المسلحه لتحقیق الاستقرار ودعمه،... 08.04.2025, سبوتنیک عربی
وصرح حسین علاوی، مستشار رئیس الوزراء العراقی محمد شیاع السودانی، فی لقاء مع قناه "الشرق"، أن "الحوار الذی قادته الحکومه العراقیه، منذ أشهر، نجح فی استعاده نقطه التوازن بعد تصاعد آثار أزمه الحرب الإسرائیلیه على غزه، على الأراضی العراقیه".وأشار إلى أن "العراق نجح فی نقل مهام التحالف نحو علاقات ثنائیه، سواء مع الولایات المتحده أو دول التحالف الدولی، وهذا ما تسیر به الحکومه العراقیه"، مؤکدًا عمق العلاقات العراقیه الأمریکیه، والتی وصفها بأنها متمیزه.فهل تنجح حکومه بغداد فی إقناع الفصائل بتسلیم سلاحها.. أم أن التصریحات الحکومیه هى عباره عن تکتیکات نظرا للضغوط السیاسیه والعسکریه التی یتعرضون لها وأیضا الأوضاع المشتعله فی المنطقه؟التمدد والنفوذبدایه یقول أیاد العناز، المحلل السیاسی العراقی، "إن تصاعد الأحداث وتواتر الوقائع والإصرار الأمریکی الذی احتوته رساله الرئیس الأمریکی دونالد ترامب للقیاده الإیرانیه، بضروره التفاوض المباشر حول إیجاد صیغ ومفاعیل جدیده للبرنامج النووی الإیرانی وبرنامج الصواریخ البالستیه والطائرات المسیره فرض واقعا جدیدا فی البلاد یجب التعامل معه".وأضاف فی حدیثه لـ"سبوتنیک": "أعطت الإداره الأمریکیه مساحه محدده لمسار الحوار لإنهاء التهدید الإیرانی ومرتکزات المشروع السیاسی الإقلیمی الإیرانی، ومنه ما یتعلق بالعلاقه مع الفصائل المسلحه المرتبطه بالحرس الثوری، ما یعنی أن الحدیث عن سلاح الفصائل یأتی فی إطار هذا السیاق".وتابع العناز: "جاءت الضربات العسکریه الأمریکیه تجاه الحوثیین (أنصار الله) متزامنه مع التوجهات الأمریکیه تجاه إیران وضروره إیقاف الدعم الإیرانی لکل ما یتعلق بالرؤیه والأهداف الإیرانیه فی التمدد والنفوذ فی منطقه الشرق الأوسط والوطن العربی، وهو ما انعکس باتجاه الفصائل الأخرى فی المنطقه ومنها التی تتواجد فی المیدان العراقی".شبح الحرب القادمهوأشار المحلل السیاسی إلى أن "شده الاصرار الأمریکی وطبیعه القرار السیاسی والعسکری تجاه إیران، وما طالب به الرئیس ترامب الحکومه العراقیه من إیقاف نشاط وحرکه الفصائل المسلحه وضروره تفکیکها والسیطره على أسلحتها ومعداتها، لذلک قامت الحکومه العراقیه وعبر عده لقاءات من قبل رئیس الوزراء محمد شیاع السودانی إلى اتخاذ الإجراءات المیدانیه لإیقاف أی نشاط لهذه الفصائل ووضع أسلحتها ومنع أی إضرار بالمصالح العلیا واستهداف حیاه الشعب العراقی".ولفت العناز إلى أن "الالتزام إن حصل من قبل قیادات الفصائل بتسلیم أسلحتهم سیؤدی إلى إبعاد العراق عن شبح الحرب القادمه، إذا ما فشلت المفاوضات الأمریکیه الإیرانیه فی العاصمه العُمانیه (مسقط)، وإذا ما کانت النتائج إیجابیه حول قبول إیران بإیقاف نشاطاتها النوویه أو الاتفاق حول اتفاق جدید یرضى الجمیع".مناوره حکومهمن جانبه یؤکد، عضو المیثاق الوطنی العراقی، عبد القادر النایل، "أن الفصائل والملیشیات فی العراق لم تعلن أنها مستعده لنزع سلاحها ولا توجد مؤشرات على أنها وافقت على مقترحات حکومه السودانی، لأن من یرید أن یسلم أسلحته للحکومه لا بد أن یغلق المعسکرات الخاصه به أولا، ویعطی مبادرات حسن النوایا وفی مقدمتها الانسحاب من الأحیاء السکنیه والمدن وارجاع النازحین إلیها".وأضاف فی حدیثه لـ"سبوتنیک": "لذلک ما یحدث هو مناوره حکومیه لکسب الوقت بعد الشروط الأمریکیه التی وصلت إلى السودانی، والرامیه إلى تفکیک الفصائل والحشد الشعبی وتسلیم السلاح لأنهم جمیعهم ینتظرون أن تفضی المفاوضات الأمریکیه الإیرانیه إلى حل یعود بنفعه على محور السلاح المنفلت فی العراق، لأنهم بهذا السلاح استطاعوا التحکم بتشکیل الحکومه بالاقتصاد العراقی لصالحهم، وهذه الامتیازات لا یریدون أن یفقدوها مادام الأمر فیه متسع من الوقت، ولذلک أمریکا طلبت من إیران حل الحشد بعد قناعتها التامه بأن حکومه السودانی لا تستطیع نزع سلاح الفصائل والملیشیات التی أصلا تشکلت منها".الضغوط والاغتیالاتوقال النایل: "إن شرعت اسرائیل أو أمریکا بتنفیذ سلسله الاغتیالات وتدمیر مخازن السلاح لتلک الفصائل المسلحه، بالتأکید سیعجل إلى تسلیم السلاح وحل أنفسهم، وهذا أیضا متوقف على المفاوضات الأمریکیه الإیرانیه بالوقت الحاضر، لکن لا یمکن لأی أحد أن یتکهن بما ستفعله إسرائیل التی اغتالت حسن نصر الله دون أخذ موافقات من أمریکا، لذلک أؤکد أنه حتى تلک اللحظه لا توجد أی نوایا حقیقه من الفصائل والملیشیات لتسلیم أسلحتهم، کما أن لا توجد ثقه بالحکومه التی هی أیضا من الفصائل فی تنفیذ القانون العراقی الذی ینص على تجریم امتلاک سلاح خارج إطار الدوله ومؤسساتها العسکریه".وتشهد منطقه الشرق الأوسط تطورات وتحولات جذریه قد تقلب الأوضاع رأسا على عقب، ومن بین جمله المتغیرات ما یتعلق بالفصائل المسلحه فی العراق، التی باتت محط أنظار البیت الأبیض بعد قصفها لأهداف إسرائیلیه إسنادًا لقطاع غزه.وأضاف فی تصریحات صحفیه أن "الحکومه العراقیه تجری محادثات للسیطره على الجماعات، مع الاستمرار فی السیر على الحبل المشدود بین علاقاتها مع کل من واشنطن وطهران".وتابع أنه "قبل عامین أو 3 أعوام، کان من المستحیل مناقشه هذا الموضوع فی مجتمعنا، لکن الآن لم یعد من المقبول أن تعمل الجماعات المسلحه خارج الدوله".وواصل وزیر الخارجیه العراقی: "لقد بدأ العدید من الزعماء السیاسیین والعدید من الأحزاب السیاسیه فی إثاره المناقشه، وآمل أن نتمکن من إقناع زعماء هذه الجماعات بإلقاء أسلحتهم، ثم أن یکونوا جزءا من القوات المسلحه تحت مسؤولیه الحکومه".وکانت بغداد وواشنطن، قد اتفقتا فی العام الماضی، على إنهاء عمل التحالف الذی تقوده أمریکا، بحلول سبتمبر/ أیلول 2026، والانتقال إلى العلاقات العسکریه الثنائیه، لکن وزیر الخارجیه العراقی فؤاد حسین، قد صرح بأنه "یجب مراقبه التطورات فی سوریا".وحذرت واشنطن وإسرائیل من أن عوده الفصائل العراقیه لقصف إسرائیل والقواعد الأمریکیه، سوف یدخل العراق کهدف لضربات أمریکیه لمواقع تلک الفصائل وتدمیرها وربما تتسع الرقعه العسکریه وتجر البلاد والمنطقه إلى حرب إقلیمیه أو عالمیه.وتناولت العدید من وسائل الإعلام تقاریر تتحدث عن زیاره قام بها قائد فیلق "القدس" إسماعیل قاآنی، فی الآونه الأخیره إلى بغداد، وجّه خلالها رسائل إلى قاده الفصائل العراقیه بـ"عدم استفزاز أمریکا أو التصعید ضدها فی هذا التوقیت بمسانده "أنصار الله" فی الیمن".