
وکاله آریا للأنباء - المقال یرى أن دونالد ترامب یعاقب الحلفاء ویکافئ الخصوم الأقویاء (الفرنسیه)
قال الکاتب الأمیرکی دیفید إغناتیوس إن حلفاء الولایات المتحده اکتشفوا أن التودد للرئیس الأمیرکی دونالد ترامب وتقدیم التنازلات السیاسیه والاقتصادیه له یجعلانهم أکثر عرضه لهجماته الاقتصادیه والسیاسیه.
وأضاف أن الصین -على خلاف أوروبا والیابان- تمکنت من کسب احترام ترامب بردّها الصارم على تعریفاته الجمرکیه ، وهو ما یفسر استعداده لعقد قمه مرتقبه مع الرئیس الصینی شی جین بینغ فی بکین خلال أکتوبر/تشرین الأول المقبل.
ویرى إغناتیوس فی مقاله بصحیفه واشنطن بوست الأمیرکیه أن استجابه بکین الصارمه لرسوم ترامب الجمرکیه جعلت البیت الأبیض یتراجع، إذ فرضت الصین رسوما بنسبه 125% على البضائع الأمیرکیه، مما أجبر واشنطن على تقلیص رسومها المقترحه من 145% إلى 30%.
ضریبه الولاء
وفی حین حققت الصین مکاسب من تصعیدها وجدت الیابان نفسها فی مواجهه رسوم بنسبه 25% على صادراتها إلى الولایات المتحده، مما أحدث صدمه سیاسیه داخلیه کبیره، خاصه أن الیابان تعد من أقرب الحلفاء للولایات المتحده، حسب المقال.
وحذر الکاتب من أن فشل الحزب اللیبرالی الدیمقراطی الحاکم فی التصدی للرسوم الأمیرکیه قد یکلفه أغلبیته فی انتخابات مجلس المستشارین التی ستُجرى بعد غد الأحد.
وأشار الکاتب إلى أن ثقه الرأی العام الیابانی بالولایات المتحده انخفضت من 34% بعد فوز ترامب مباشره إلى 22% فقط الشهر الماضی، بحسب استطلاع أجرته صحیفه یومیوری شیمبون الیابانیه.
ولفت إلى أن الأحزاب القومیه المعارضه تکتسب زخما متزایدا، مما یعرّض حکم الحزب الحاکم للخطر.
اضطراب أوروبی
وتابع الکاتب أن الوضع فی أوروبا لا یقل اضطرابا، فرغم مجامله القاره لترامب فإن الرئیس الأمیرکی هدد بفرض رسوم جمرکیه بنسبه 30% على دول الاتحاد الأوروبی ، وهو ما أثار استیاء کبیرا فی فرنسا وغیرها.
ووفقا للمقال، کان أسلوب التفاوض الأوروبی مع ترامب قائما حتى وقت قریب على المجاملات والتنازلات أملا بتراجع واشنطن عن التعریفات الجمرکیه، لکن استمرار الجمود قد یدفع الاتحاد الأوروبی إلى اللجوء إلى أداه ردع اقتصادیه قویه تعرف بـ"أداه مکافحه الإکراه".
وتوضح وثیقه صادره عن الاتحاد أن هذه الأداه قد تشمل "قیودا على الوصول إلى سوق الاتحاد الأوروبی" فی مجالات السلع والخدمات والاستثمار والتمویل والمشتریات الحکومیه.
وحسب المقال، تعتبر هذه الأداه النسخه الأوروبیه من "الخیار النووی" فی مجال التجاره، ومن اللافت أن المسؤولین الأوروبیین بدؤوا بعد شهور من الحذر یتحدثون عنها بصراحه.
وخلص إغناتیوس إلى أن ما یجری فی الیابان وأوروبا یجسد "زلزالا سیاسیا" عالمیا ناجما عن سیاسه "أمیرکا أولا"، مما قد یدفع الحفاء إلى اتباع نهج تفاوضی أکثر حزما على خطى الصین.
المصدر: الواشنطن بوست