وکاله آریا للأنباء - أفاد موقع "أکسیوس" بأن إیران بصدد عرض اقتراح على الولایات المتحده یقضی بعمل الجانبین على صیاغه اتفاق نووی مؤقت، تمهیدا لمفاوضات الاتفاق الشامل.
ویکتسب هذا التوجه أهمیه خاصه فی ضوء تحدید الرئیس الأمؤیکی دونالد ترامب مهله زمنیه مدتها شهران لإبرام اتفاق نووی جدید مع طهران، حیث أمر فی الأثناء بتعزیز الوجود العسکری الأمیرکی فی منطقه الشرق الأوسط، تحسبا لاحتمال فشل المسار الدبلوماسی.
وإذا لم یتم التوصل إلى اتفاق خلال المهله المحدده، فإن ترامب قد یقرر شن ضربه عسکریه على المنشآت النوویه الإیرانیه، أو دعم تنفیذ ضربه عسکریه إسرائیلیه.

واشنطن: مهتمون بتسویه دبلوماسیه مع إیران ومستعدون لجمیع السیناریوهات
وأشار مصدر دبلوماسی أوروبی إلى أن القیاده الإیرانیه تعتبر أن التوصل إلى اتفاق شامل ومعقد من الناحیه التقنیه فی غضون شهرین هو أمر غیر واقعی، وهی تسعى إلى کسب مزید من الوقت لمنع التصعید.
وقال علی واعظ، مدیر مشروع إیران فی مجموعه الأزمات الدولیه، إن الإیرانیین یعتقدون أن تحقیق اتفاق مستدام فی إطار المهله التی حددها ترامب هو أمر غیر مرجح، وبالتالی قد یکون من الضروری التفکیر فی اتفاق مؤقت یشکل محطه مرحلیه نحو اتفاق نهائی.
ورفضت البعثه الإیرانیه لدى الأمم المتحده التعلیق على هذه الأنباء.
وفیما یتعلق ببنود الاتفاق المؤقت المحتمل، فقد یشمل تعلیق بعض أنشطه تخصیب الیورانیوم الإیرانیه، وتخفیف مخزون إیران من الیورانیوم المخصب بنسبه 60%، بالإضافه إلى السماح لمفتشی الأمم المتحده بالوصول بشکل أوسع إلى المنشآت النوویه الإیرانیه.
ویرى خبراء تحدثوا إلى Axios أن هذه الخطوات قد تزید من الزمن اللازم لإیران لتطویر سلاح نووی بشکل طفیف فقط، لکنها یمکن أن تساهم فی بناء الثقه الضروریه للانطلاق فی مفاوضات حول اتفاق شامل.
کما یمکن أن یتضمن الاتفاق المؤقت تمدید العمل بآلیه "العوده السریعه" (Snapback) التی کانت جزءاً من الاتفاق النووی لعام 2015، والتی تسمح بإعاده فرض عقوبات مجلس الأمن على إیران فی حال مخالفتها للاتفاق، علماً أن هذه الآلیه من المقرر أن تنتهی فی أکتوبر المقبل.
وقد أبلغت کل من فرنسا والمملکه المتحده وألمانیا طهران بأنها ستفعّل آلیه "العوده السریعه" للعقوبات إذا لم یتم التوصل إلى اتفاق جدید بحلول نهایه یونیو.
لکن من المرجح أن تطالب إیران، فی حال التوصل إلى اتفاق مؤقت، بأن یعلّق ترامب حمله "الضغط الأقصى" التی تستهدف الاقتصاد الإیرانی، ومن غیر الواضح إن کان الرئیس الأمیرکی سیوافق على ذلک.
وقد فرضت إداره ترامب هذا الأسبوع جولتین جدیدتین من العقوبات على شرکات وأفراد إیرانیین لهم صله بالبرنامج النووی وقطاع النفط فی إیران.
ومن جهه أخرى، فإن طرح إیران لفکره الاتفاق المؤقت قد یزید من شکوک إداره ترامب بشأن نوایا القیاده الإیرانیه، وما إذا کانت تحاول کسب الوقت دون تقدیم تنازلات حقیقیه فی برنامجها النووی.
ومن المقرر أن یعقد المبعوث الأمریکی فی البیت الأبیض، ستیف ویتکوف، محادثات مع وزیر الخارجیه الإیرانی عباس عراقجی یوم السبت فی سلطنه عمان. وبینما تؤکد واشنطن أن المحادثات ستکون مباشره، تصر طهران على أن المفاوضات ستجری عبر وسطاء عمانیین.
وقال الرئیس ترامب یوم الأربعاء للصحفیین فی المکتب البیضاوی إن هناک "وقتا قلیلا... لکنه لیس کثیرا" لإجراء المفاوضات. وأضاف: "عندما تبدأ المحادثات، تدرک بسرعه ما إذا کانت تسیر بشکل جید أم لا. وإذا شعرت أنها لا تسیر جیداً، فسأتخذ القرار المناسب".
وأکد ترامب أن مطلبه الرئیسی یتمثل فی ضمان ألا تحصل إیران على سلاح نووی مطلقاً. وأضاف: "لکن إذا تطلب الأمر عملاً عسکریاً، فسوف نستخدم القوه. ومن المؤکد أن إسرائیل ستکون منخرطه بقوه فی هذا الأمر، وربما تقوده. لکن لا أحد یقودنا. نحن نقوم بما نرید".
وفی المقابل، قال علی شمخانی، الرئیس السابق للمجلس الأعلى للأمن القومی الإیرانی والمستشار الحالی للسیاسه الخارجیه لدى المرشد الأعلى علی خامنئی، إن استمرار التهدیدات العسکریه ضد إیران "قد یدفعها إلى اتخاذ تدابیر ردع".
وأشار شمخانی إلى أن بلاده قد تطرد مفتشی الوکاله الدولیه للطاقه الذریه، وتتوقف عن التعاون مع هیئه الرقابه النوویه، بل وربما تنقل المواد المخصبه إلى "مواقع آمنه" لا تخضع لرقابه الأمم المتحده.
المصدر: axios