وکاله آریا للأنباء - صحیفه "الغاردیان" البریطانیه تتحدث بالأرقام والتفاصیل عن الأثر المدمّر لـ 15 شهراً من الحرب الإسرائیلیه على قطاع غزه على المدنیین والبنیه التحتیه والمرافق الصحیه والتعلیمیه والأراضی الزراعیه.
أجرت صحیفه "الغاردیان" البریطانیه تحقیقاً عن الأثر المدمر لـ15 شهراً من الحرب الإسرائیلیه على غزه، حیث أدّت الحرب إلى استشهاد وجرح عشرات الآلاف، وتدمیر معظم المدارس والمستشفیات، وإلحاق أضرار طویله الأمد بالأراضی الزراعیه فی المنطقه.
وفی ما یلی ملخص لتکلفه الحرب على غزه وشعبها، بالتفاصیل والأرقام:
1- عدد الشهداء والجرحى
بالنسبه إلى أعداد الشهداء، قتلت "إسرائیل" أکثر من 46 ألف فلسطینی داخل قطاع غزه، معظمهم من المدنیین، فیما یمثّل العدد الإجمالی نحو 2% من سکان القطاع قبل الحرب، أو واحد من کل 50.
وقد جرى التعرف على أکثر من 40 ألف ضحیه، بینهم 13319 ضحیه من الأطفال، أصغرهم لم یتجاوز عمره بضع ساعات. ومن بین الشهداء المسنین جد یبلغ من العمر 101 عام، وفق "الغاردیان".
کما أصیب 110 آلاف آخرین، یعیش أکثر من ربعهم الآن بإصابات غیّرت حیاتهم، بما فی ذلک البتر والحروق الشدیده وإصابات الرأس.
ومع ذلک، لا تروی هذه الأرقام القصه الکامله للخسائر الفلسطینیه، فالإحصاء الرسمی لـ"قتلى" (شهداء) الحرب یشمل فقط أولئک الذین "قتلوا" (استشهدوا) بالقنابل والرصاص، الذین تم انتشال جثثهم ودفنها، إذ یُعتقد أنّ نحو 10 آلاف شخص "قتلوا" (استشهدوا) فی الغارات الجویه، دُفنوا فی مبان منهاره، بسبب نقص المعدات الثقیله أو الوقود اللازم للحفر بین الأنقاض بحثاً عنهم.
وخلصت دراسه نشرت هذا الشهر إلى أنّ العدد الرسمی للشهداء أقل من تقدیر عدد الوفیات الناجمه عن الإصابات المؤلمه فی الأشهر التسعه الأولى من الحرب، حیث فشل فی إحصاء اثنین من کل خمسه ضحایا. وهذا یشیر إلى أنّه فی تشرین الأول/أکتوبر 2024، "ربما تجاوزت أعداد الوفیات الحقیقیه 70 ألف شخص".
وقد أدّى الجوع ونقص المأوى والأدویه والانتشار السریع للأمراض المعدیه وانهیار نظام الرعایه الصحیه إلى استشهاد العدید من الفلسطینیین الآخرین خلال الحرب.
وقال الدکتور مروان الهمص، مدیر المستشفیات المیدانیه بوزاره الصحه، إنّ السلطات تخطط لإحصاء الشهداء عندما یتوقف القتال.
2 - المستشفیات والرعایه الصحیه
وبشأن الخسائر فی القطاع الصحی، فقد قصفت القوات الإسرائیلیه وحاصرت وهاجمت المستشفیات فی غزه بشکل متکرر طوال الحرب.
وقالت منظمه الصحه العالمیه فی کانون الثانی/ینایر الجاری، إنّ "عدد الهجمات على المرافق الصحیه منذ بدایه الحرب بلغ 654 هجوماً".
وقد استشهد أکثر من 1050 عاملاً فی مجال الرعایه الصحیه، منهم الممرضون والمسعفون والأطباء، وغیرهم من العاملین الطبیین، وکثیر منهم فی مکان عملهم، یُضاف ذلک إلى اعتقال العشرات، واستشهاد 3 على الأقل فی الحجز الإسرائیلی.
ووسط الاستهداف المباشر والممنهج للمستشفیات، بقیت 17 مستشفى تعمل جزئیاً من أصل 36 مستشفى فی غزه،فی نهایه 2024.
وبحسب "الغاردیان"، فقد "جرى تعزیز الخدمات من خلال 11 مستشفى میدانیاً، لکن القیود الإسرائیلیه على دخول العاملین فی مجال الإغاثه والمساعدات تعنی أنّ هذه المستشفیات غالباً ما تفتقر إلى الأطباء والإمدادات الطبیه".
وفی عام 2024، تم تسجیل أکثر من 1.2 ملیون إصابه بالجهاز التنفسی، إلى جانب 570 ألف حاله إسهال حاد، وفقاً لأرقام الأمم المتحده.
3- الجوع ونقص المساعدات
وبالتوازی مع ذلک، أدّت الضوابط الإسرائیلیه على المساعدات التی تدخل غزه، وتدمیر الإنتاج الزراعی داخل القطاع، إلى انتشار الجوع وسوء التغذیه على نطاق واسع.
فی نوفمبر/تشرین الثانی 2024، قالت الأمم المتحده إنّ المساعدات والشحنات التجاریه إلى غزه کانت عند أدنى مستویاتها منذ تشرین الأول/أکتوبر 2023. وقالت هیئه مراقبه دولیه إنّ المجاعه من المرجح أن تکون "وشیکه" فی شمالی قطاع غزه.
وأشارت الأمم المتحده فی کانون الثانی/ینایر، إلى أنّ 96% من الأطفال دون سن الثانیه والنساء فی غزه لا یحصلون على العناصر الغذائیه المطلوبه، حیث یواجه 345 ألف شخص نقصاً کارثیاً فی الغذاء، فیما یواجه 876 ألف شخص مستویات طارئه من انعدام الأمن الغذائی.
ویؤدی سوء التغذیه فی أثناء الحمل والطفوله إلى إعاقه النمو العقلی والجسدی، لذا فإنّ العدید من الأطفال الذین نجوا من الحرب سیتحملون تأثیرات مدى الحیاه من نقص الغذاء.
4 - تدمیر البیئه والمساحات الخضراء
یأتی ذلک بینما دمّرت "إسرائیل" ما لا یقل عن نصف غطاء الأشجار فی غزه، وتلوثت التربه والمیاه، إذ إنّ هناک أضراراً جسیمه للأراضی الزراعیه.
ویقول علماء البیئه والأکادیمیون إنّ "الدمار سیکون له آثار طویله الأجل على النظم البیئیه والتنوع البیولوجی والأمن الغذائی وصحه السکان".
ووفقاً للأرقام، فقد تم تدمیر ما یقرب من 40% من الأراضی فی غزه التی کانت تستخدم سابقاً لإنتاج الغذاء، وفقاً لتحقیق أجرته "Forensic Architecture"، فیما أظهر تحلیل الأقمار الصناعیه الذی کشفت عنه "الغاردیان" أنّ "المزارع ونصف أشجار المنطقه تقریباً قد دُمّرت".
بدورها، وجدت منظمه "هیومن رایتس ووتش" أنّ "جیش" الاحتلال الإسرائیلی "ألحق الضرر أو دمر ما لا یقل عن 31 من 54 خزاناً للمیاه بحلول أواخر آب/أغسطس الماضی"، فیما تسببت البقایا السامه من الذخائر والحرائق فی تلوث التربه وإمدادات المیاه.
ولفتت "الغاردیان"، إلى أشکال أخرى من الأضرار غیر مباشره، حیث قطعت "إسرائیل" إمدادات الوقود والکهرباء والمواد الکیمیائیه خلال الأسبوع الأول من الحرب، فاضطرت جمیع محطات معالجه میاه الصرف الصحی وأغلب محطات ضخ میاه الصرف الصحی إلى الإغلاق، ما أدى إلى طفح میاه الصرف الصحی فی البحر والمیاه الجوفیه.
وفی ظل نقص المساعدات على نطاق واسع بسبب الحصار الإسرائیلی، أحرق سکان غزه الجائعون والباردون أیضاً البلاستیک السام وقطعوا الأشجار لاستخدام الخشب کوقود.
الحرب بالأرقام
- عدد الشهداء الفلسطینیین: 46,707
- عدد الأطفال الشهداء: 13,319
- الفلسطینیون الذین دفنوا تحت الأنقاض فی غزه: 11,000
- الفلسطینیون المصابون فی غزه: 110,265
- الفلسطینیون النازحون (تهجیر قسری) فی غزه: 1.9 ملیون (90% من السکان)
- الهجمات على المرافق الصحیه خلال الحرب: 654
- العاملون الصحیون الذین استشهدوا: 1,060
- المدارس المتضرره أو المدمره: 534 (95% من المدارس)
- الأطفال خارج التعلیم الرسمی: 660,000 (جمیع الأطفال فی سن المدرسه)
- المنازل المتضرره أو المدمره: 436,000 (92% من الإجمالی)