وکاله آریا للأنباء - أحمد الشرع أکد للجزیره نت أهمیه ترکیا بالنسبه للإداره السوریه الجدیده (الفرنسیه)
دمشق- بعد أیام من دخوله إلى سوریا انطلاقا من الحدود الترکیه، تمکّن مراسل الجزیره نت کمال أوزتورک من لقاء القائد العام للإداره السوریه الجدیده، أحمد الشرع، الملقب بـ"أبو محمد الجولانی".
یقول المراسل "زرتُ سوریا انطلاقا من الحدود الترکیه وصولا إلى دمشق ، وقد مررت ب إعزاز وعفرین و إدلب وحلب و حماه و حمص . على مدار 4 أیام، تجولت فی المدن، وتحدثت مع السکان، وراقبت الشوارع، وزرت الأسواق. کنت أحاول أن أفهم کیف تأقلم الناس مع الوضع الجدید بعد 51 عاما من حکم حزب البعث و14 عاما من الحرب.
یعبّر أوزتورک عن دهشته بالأجواء الآمنه التی رآها، وعوده الحیاه إلى طبیعتها فی غضون 3 أو 4 أیام، وانتهاء الفوضى والاضطرابات بسرعه کبیره.
یقول "عندما وصلت، کانت هناک العدید من الأسئله التی تدور فی ذهنی، خاصه حول سجن صیدنایا وغیره من السجون. لم أکن أتوقع أن أجد إجابات عن کل هذه الأسئله هناک".
لکن الشخص الذی أجاب عن أسئلته کان القائد العام للإداره السوریه الجدیده أحمد الشرع، الذی قاد واحده من أسرع الثورات فی التاریخ، وأسقط نظام الأسد خلال 10 أیام فقط، وتمرکز فی دمشق.
یضیف أوزتورک "انتظرت مع حوالی 50 إعلامیا من أوروبا و الولایات المتحده یوم 11 دیسمبر/کانون الأول فی بهو أحد الفنادق، لإجراء مقابله مع الشرع. لم یسعنی إلا التفکیر: کیف سیتمکن من إجراء مقابلات مع هذا العدد الکبیر من الصحفیین، کلّ على حده؟ رغم ذلک، واصلت الانتظار".
ویتابع "بعد 6 ساعات، أُبلغنا بأن اللقاء قد ألغی، فغادر الجمیع. لکننی لم أستسلم، وفی الیوم التالی، استخدمت کل قنواتی الممکنه لإعاده ترتیب اللقاء، ونجحت فی المحاوله الثانیه. هذه المره انتظرت 4 ساعات، لکننی تمکنت فی النهایه من مقابلته بمفردی".
یقول مراسل الجزیره نت "عندما رأیته لأول مره، شعرت بالدهشه. لم یکن یرتدی زیا عسکریا کما توقعت، بل بدله زرقاء داکنه مع قمیص أبیض وستره داخلیه، فی مظهر رسمی یلفت الأنظار. ربما کانت هذه أول مره یظهر فیها ببدله رسمیه. کان برفقته وفد کبیر، ولفت انتباهی بشکل خاص مستشاروه الذین أحاطوا به. رغم قصر الوقت، أتیحت لی الفرصه لطرح بعض الأسئله والتقاط صوره معه. على الفور طرحتُ علیه الأسئله المتعلقه بالأوضاع التی لاحظتها خلال جولتی المیدانیه":
کیف تمکنتم من السیطره على دمشق بهذه السرعه؟ وکیف استعادت المدن حیاتها الطبیعیه بالسرعه ذاتها؟
شعبنا کان قد سئم من نظام الأسد. الظلم والمعاناه التی عاشوها أنهکتهم. کأنهم کانوا ینتظرون قدومنا. نظام الأسد نفسه کان قد انهار من الداخل وضعُف بشکل کبیر. ولهذا، وبفضل الله، حدث هذا التغییر السریع. الآن تسود السکینه فی مدننا، وشعبنا تنفس الصعداء. بعد کل تلک الحروب والصراعات، تعب الناس ولم یعودوا یریدون المزید من الصراعات.
یتساءل الجمیع عما سیحدث وکیف سیکون شکل سوریا الجدیده؟
نتواصل مع جمیع الأطراف بشکل مباشر أو غیر مباشر. نحاول إیجاد أفضل طریق ممکن لمستقبل بلدنا. نحن أیضا على تواصل مع العدید من الدول. هدفنا هو إیجاد الطریق المثالی الذی یضمن أن یعیش جمیع أبناء شعبنا فی سلام وسعاده.
زار رئیس جهاز المخابرات الترکی إبراهیم قالن دمشق ورافقتموه إلى الجامع الأموی، ما طبیعه العلاقه مع أنقره؟
الشعب الترکی هو أقرب الأصدقاء لشعبنا. لقد استقبلوا أهلنا الذین لجؤوا إلیهم وقدموا لهم کل أنواع الدعم. نحن نستفید من خبراتهم، ونحن على یقین أنهم سیکونون بجانبنا فی المستقبل أیضا. لذلک، ترکیا تُعد بالنسبه لنا دوله بالغه الأهمیه.
ربما أصبح سجن صیدنایا أحد أکثر المواقع رعبا على وجه الأرض وهو مثال صارخ على مدى وحشیه نظام الأسد. ما خططکم بشأنه؟
یرمز هذا السجن إلى مدى وحشیه وقسوه نظام الأسد. ولذلک، نحن نجمع الأدله من هذا المکان لمحاکمه بشار الأسد . لقد بدأنا فعلا بالعمل على تحدید الأشخاص الذین مارسوا التعذیب أو نفذوا الإعدامات هناک. سنکشف هذه الأسماء وسنحاکمهم.
نخطط لدعوه منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات المدنیه المستقله من جمیع أنحاء العالم لزیاره هذا السجن. نرید للعالم أجمع أن یکون شاهدا على هذا المکان المروع والظلم الذی وقع فیه. وفی المستقبل، سنحوله إلى متحف لیکون شاهدا على هذه الفظائع، ونفتحه أمام الزوار من جمیع أنحاء العالم.
المراسل کمال أوزتورک مع القائد العام للإداره السوریه الجدیده أحمد الشرع (الجزیره) فرصه للتغییر
یقول المراسل بعد مقابله الشرع "خلال الأیام الخمسه التی قضیتها فی سوریا، لم أستطع التوقف عن التفکیر فی کم الألم والقمع الذی عانته هذه البلاد، وکم تم إفقارها".
وأضاف "الآن، حصل الشعب السوری على فرصه لتغییر مصیره. إذا استخلصوا العبر من الأخطاء التی ارتُکبت ولم یکرروها، وإذا تمکنوا من بناء نظام ودوله یشعر فیها الناس من کل العرقیات والأدیان والفئات الاجتماعیه بقوه الانتماء، فسیجدون طریقهم إلى السلام".
وختم أوزتورک قائلا "شخصیا، أُعجبت بنظره الشرع وفریقه للأحداث. لقد منحتنی رؤیتهم أملا فی مستقبل سوریا. من الضروری التخلص من الأحکام المسبقه تجاه هیئه تحریر الشام ومنحهم فرصه ودعمهم. هؤلاء الناس یقولون إنهم تغیروا ویؤکدون أنهم مختلفون".
المصدر : الجزیره